Admin Admin
عدد الرسائل : 165 تاريخ التسجيل : 29/01/2009
| موضوع: بذكرى الثورة.. إيران تواصل معاداة أمريكا وتطرح نفسها كقوة إقليمية الجمعة فبراير 06, 2009 2:37 pm | |
|
بعد مضي 30 عاما على الثورة الإسلامية, تطرح إيران نفسها كقوة إقليمية شاهرة العداء بوجه أمريكا، ومتمسكة بدور المدافع عن حقوق الفلسطينيين, ولو أن نتائج هذه السياسة تبقى متفاوتة.
فمع قيام الثورة الإسلامية عام 1979، وقطع العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة, أدارت طهران نهائيا ظهرها لواشنطن. وبعد 30 عاما, لا يزال شعار "الموت لأمريكا" مطروحا، ولا سيما منذ وصول المحافظ محمود أحمدي نجاد إلى سدة الرئاسة في هذا البلد العام 2005. وبذلك طويت صفحة محاولات سلفيه المحافظ أكبر هاشمي رفسنجاني والإصلاحي محمد خاتمي لتطبيع العلاقات مع الغرب, فيما عادت إلى الصدارة أهداف الثورة الأيديولوجية.
بالطبع, فإن نجاد كتب رسائل إلى الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش، وهنأ خلفه باراك أوباما, لكن نبرة الرسائل كانت أقرب إلى الوعظ، وقد أنذرهما بأن "الإمبراطورية الأمريكية على طريق الزوال". وطهران هي الوحيدة التي تتبنى هذا الموقف في المنطقة, وهي تطالب باستمرار برحيل القوات الأمريكية عنها.
وازدادت الهوة عمقا بين البلدين مع تعاقب تصريحات نجاد "الاستفزازية"، التي يدعو فيها إلى "إزالة إسرائيل عن الخارطة" أو ينكر "أسطورة" محرقة اليهود. وقال دبلوماسي أوروبي إن "النظام الإسلامي بنى هويته على معاداة أمريكا. والرئيس نجاد يكتفي بترسيخ هذا العداء".
ولا تثير مطامح النظام الإيراني مخاوف واشنطن؛ بل كذلك الدول الأوروبية والعربية. ويعتبر المحلل ما شاء الله شمس الواعظين أن "سياسة الشدة هذه تزيد في الواقع من عزلة إيران على الساحة الدولية بين الدول الكبرى. وللتعويض عن ذلك, فهي تلعب ورقة الدول المتمردة مثل فنزويلا وكوبا وبوليفيا, إنما كذلك روسيا والصين".
وتتجلى سياسة الشدة هذه في مواصلة إيران برنامجها النووي والصاروخي، ووضعها أخيرا قمرا صناعيا في المدار, واعتمادها سياسة تدخل في العالم العربي. ومن أبرز مؤشرات هذه السياسة دعم إيران الصريح لحزب الله اللبناني، ولحركة حماس، ولا سيما في قطاع غزة, وقد طرحت طهران نفسها في موقع المدافع الأول عن القضية الفلسطينية في العالم الإسلامي.
غير أن هذا النفوذ الإيراني يثير مخاوف الحكومات العربية. ويقول دبلوماسي غربي يعمل في طهران، متحدثا لفرانس برس الجمعة 6-2-2009، إن "قضية غزة أظهرت عزلة إيران في العالم العربي الذي رفض ضمها إلى صفوفه لمواجهة المسألة. كما أنها زادت من حدة المخاوف حيال بلد يعتزم لعب ورقة الشارع ضد الأنظمة القائمة".
إلا أن خبير الشؤون الإقليمية محمد صادق الحسيني يرى أن "أحد شعارات الثورة كان الاستقلال, وهذا حقق مئة بالمئة من النجاح. كان الشاه يطمح إلى أن يكون شرطي المنطقة، وإنما بالاستناد إلى الولايات المتحدة, في حين أن القرارات السيئة منها والصائبة, تتخذ اليوم في طهران". ويضيف "إيران تحظى بشعبية أكيدة في الشارع العربي، حيث يأتي أحمدي نجاد مباشرة بعد حسن نصر الله" الأمين العام لحزب الله. غير أن هذا النفوذ الإيراني يثير مخاوف السلطات المحلية العربية.
ويبقى السؤال مطروحا بعد 30 عاما على الثورة عما إذا كانت إيران قادرة على طرح شعاراتها الثورية جانبا، وقبول "اليد المدودة" التي قدمها لها باراك أوباما لبدء حوار بين البلدين.
لكن الإجابة تأتي من شمس الواعظين، باعتباره أن "القادة الحاليين يبدون متحفظين. إيران قد تفوت مرة جديدة فرصة ذهبية لكي تصبح بلدا كسائر البلدان, وهو ما سيعزز دورها" | |
|